جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (14)

{ ومن يعصِ الله ورسوله ويتعدّ حدوده } يتجاوزه { يُدخله نارا خالدا فيها وله عذاب مهين } لأنه لم{[957]} يرض بما قسم الله وحكم به بل ضاد في حكمه ، وخالدين : حال وكذا خالدا لا صفة جنات ونارا ؛ لأنه لابد أن يقول حينئذ : خالدين هم وخالدا هو فيها ؛ لأنهما جريا على غير من هما له .


[957]:وفي الحديث الذي ذكره الإمام أحمد وأبو داود في سننه (أن الرجل ليعمل بعمل أهل الخير سبعين سنة فإذا أوصى خان في وصيته فيختم له بشر عمله فيدخل النار، وإن الرجل ليعمل عمل أهل الشر سبعين سنة فيعدل في وصيته فيختم له بخير عمله فيدخله الجنة، ثم يقول أبو هريرة: اقرءوا إن شئتم {تلك حدود الله} إلى قوله {عذاب مهين} فدل الحديث على أن الحيف في الوصية يورث سوء العاقبة فلا إشكال، ولما ذكر العصيان وتعدي الحدود وذكر عقبه الفرد الأفحش مع أن الإرث لا يكون إلا فيما هو من نسب النكاح لا من السفاح/12. [أخرجه ابن ماجة (2504) وقال الشيخ أحمد شاكر في طتعليقه على المسند) (7728): إسناده صحيح. وضعفه الشيخ الألباني في (ضعيف سنن ابن ماجة).]