السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَمَن يَعۡصِ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُۥ وَيَتَعَدَّ حُدُودَهُۥ يُدۡخِلۡهُ نَارًا خَٰلِدٗا فِيهَا وَلَهُۥ عَذَابٞ مُّهِينٞ} (14)

{ ومن يعص الله ورسوله ويتعدّ حدوده } أي : الله { يدخله ناراً } وقوله تعالى : { خالداً فيها } حال كما مرّ ، ولا يجوز أن يكون ( خالدين ) و( خالداً ) صفتين لجنات ونار ؛ لأنهما جريا على غير من هما له ، فلا بدّ من الضمير وهو قولك : خالدين هم فيها وخالداً هو فيها هذا على مذهب البصريين ، أما على مذهب الكوفيين فهو جائز عندهم عند أمن اللبس كما هنا ، وهو الراجح كما جرى عليه ابن مالك وغيره { وله عذاب مهين } أي : ذو إهانة ، وروعي في الضمائر في الآيتين لفظ من وفي خالدين معناها . وقرأ نافع وابن عامر ( ندخله جنات ) و( ندخله ناراً ) بالنون فيهما على الالتفات ، والباقون بالياء .