جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{سَمَّـٰعُونَ لِلۡكَذِبِ أَكَّـٰلُونَ لِلسُّحۡتِۚ فَإِن جَآءُوكَ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُمۡ أَوۡ أَعۡرِضۡ عَنۡهُمۡۖ وَإِن تُعۡرِضۡ عَنۡهُمۡ فَلَن يَضُرُّوكَ شَيۡـٔٗاۖ وَإِنۡ حَكَمۡتَ فَٱحۡكُم بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلۡمُقۡسِطِينَ} (42)

{ سمّاعون للكذب } كرره للتأكيد . { أكّالون{[1256]} للسُّحت } : الحرام كالرشى ، فإنه مسحوت البركة { فإن جاءوك فاحكم بينهم أو أعرض عنهم } تخيير في الحكم والإعراض { وإن تُعرض عنهم فلن يضرّوك شيئا } فإن الله يعصمك من الناس قال كثير من السلف : الآية منسوخة{[1257]} بقوله : ( وأن احكم بينهم بما أنزل الله ) ( المائدة : 48 ) { وإن حكمت فاحكُم بينهم بالقسط } أي : العدل وإن كانوا ظلمة مستحقين للتعذيب { إن الله يحب المقسطين } : يرضى عنهم ويعظمهم .


[1256]:ولما كان معظم النفع من المال الأكل وصفهم بأكل الحرام الذي يصير جزء البدن وفي الحديث: (كل لحم نبت من الحرام فالنار أولى به)/12 وجيز. [وصححه الشيخ الألباني في (صحيح الجامع) (4519) ولفظة (كل جسد...الحديث)].
[1257]:وفي الوجيز والمراد: فإن جاءوك للحكم فأنت مخير في ذلك وقوله: (وأن احكم بينهم بما أنزل الله) (المائدة: 48) يعني: إن حكمت فلا يكون هذا منسوخا بذلك/12.