جامع البيان في تفسير القرآن للإيجي - الإيجي محيي الدين  
{وَٱلسَّارِقُ وَٱلسَّارِقَةُ فَٱقۡطَعُوٓاْ أَيۡدِيَهُمَا جَزَآءَۢ بِمَا كَسَبَا نَكَٰلٗا مِّنَ ٱللَّهِۗ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٞ} (38)

{ وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا } أي : أيمانهما{[1249]} وتقديره عند سيبويه : حكم السارق والسارقة فيما يتلى عليكم ، فيكون جملتين وجملة عند المبرد والفاء للسببية أي : الذي سرق والتي سرقت فاقطعوا . { جزاء بما كسبنا نكالا } عقوبة { من الله } منصوبان{[1250]} على المفعول له { والله عزيز } في الانتقام { حكيم } فيما حكم من القطع .


[1249]:أي إيمانهما وفي قراءة ابن مسعود (فاقطعوا أيمانهما" وقراءته أيضا دالة على أن المقطوع يد واحد؛ لأن اليمين لا يكون إلا واحد، فالجمع باعتبار كثرة أفراد النوعين، ومثل هذا التركيب عند سيبويه جملتان تقديره حكم السارق والسارقة فيما يتلى عليكم، ودليله في كتب النحو وعند جماعة من البصريين جملة واحدة وجملة الأمر وخبر المبتدأ، والمعنى على العموم أي: الذي سرق والتي سرقت فالفاء دخل على جملة صالحة لأداة الشرط وأما نصاب السرقة ففيه خلاف كثير وعند الأكثرين ربع دينار للحديث الثابت في الصحيحين ومذهب الجمهور أن القطع من الرسغ لفعل الشارع/12 وجيز.
[1250]:وهما منصوبان على المفعول له وترك العطف بينهما للإشعار على أن القطع للجزاء على قصد النكال والمنع عن المعاودة والعبرة/12 وجيز.