معاني القرآن للفراء - الفراء  
{رَبِّ فَلَا تَجۡعَلۡنِي فِي ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (94)

وقوله : { رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي 94 } هَذه الفاء جَوَابٌ للجَزَاء لقوله { إما تُرِيَنّي } اعتَرض النداء بينهُما كَما : تقول إن تأتني يا زيد فعجِّل . ولو لم يكن قبله جَزَاء لم يجزأن تقول : يا زيد فقم ، ولا أن تقول يا ربّ فاغفر لي ؛ لأنَّ النداء مُسْتأنف ، وكذلك الأمر بعده مُسْتأنف لا تدخله الفاء ولا الواو . لا تقول : يا قوم فقوموا ، إلا أن يكون جَوَاباً لكلام قبله ، كقول قائل : قد أقيمت الصَّلاة ، فتقول : يا هَؤلاء فقومُوا . فهذا جَوَازه .