الجواهر الحسان في تفسير القرآن للثعالبي - الثعالبي  
{رَبِّ فَلَا تَجۡعَلۡنِي فِي ٱلۡقَوۡمِ ٱلظَّـٰلِمِينَ} (94)

وقوله سبحانه : { قُل رَّبِّ إِمَّا تُرِيَنِّي مَا يُوعَدُونَ * رَبِّ فَلاَ تَجْعَلْنِي فِي القوم الظالمين } [ المؤمنون : 93 و94 ] .

أمَرَ اللَّه تعالى نَبِيَّه عليه السلام أنْ يدعوَ لنفسه بالنجاة من عذاب الظلمة إنْ كان قُضِيَ أنْ يَرَى ذلك «وإن » شرطية و «ما » زائدة و«تريني » جزم بالشرط لزمته النونُ الثقيلة وهي لا تُفَارِقُ ، «أَمَّا » عند المُبَرِّدِ ، ويجوزُ عند سيبويه أنْ تفارقَ ، ولكن استعمالَ القرآن لزومها ، فمن هنالك ألزمه المبرد ، وهذا الدعاء فيه استصحاب الخشية والتحذير من الأمر المعذب من أجله ، ثم نظيره لسائر الأُمَّةِ دُعَاءٌ في حسن الخاتمة ، وقوله ثانياً : «رب » اعتراض بين الشرط وجوابه .