الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{قَالُواْ سَوَآءٌ عَلَيۡنَآ أَوَعَظۡتَ أَمۡ لَمۡ تَكُن مِّنَ ٱلۡوَٰعِظِينَ} (136)

قوله : { أَمْ لَمْ تَكُنْ مِّنَ الْوَاعِظِينَ } : معادِلٌ لقولِه : { أَوَعَظْتَ } ، وإنما أتى المعادِلِ كذا ، دونَ قولِه : " أم لم تَعِظْ " لتواخي القوافي ، وأَبْدَى له الزمخشريُّ معنىً فقال : وبينهما فرقٌ ، لأنَّ المعنى : سَواءٌ علينا أَفَعَلْتَ هذا الفعلَ الذي هو الوعظُ أم لم تَكُنْ أصلاً مِنْ أهلِه ومباشريه ، فهو أبلغُ في قِلَّةِ اعْتِدادِهم بوَعْظِه . مِنْ قولِك : أَمْ لم تَعِظْ " .

وقرأ العامَّةُ " أَوَعَظْتَ " باظهارِ الظاءِ قبل التاءِ ، ورُوِيَ عن أبي عمرٍو والكسائيِّ وعاصمٍ ، وبها قرأ الأعمشُ وابن محيصن بالإِدْغامِ ، وهي ضعيفةٌ ؛ لأنَّ الظاءَ أقوى ولا يُدْغَمُ الأقوى في الأضعفِ ، على أنَّه قد جاء من هذا في القرآنِ العزيزِ أشياءُ متواترةٌ يجبُ قَبولُها نحو : { زُحْزِحَ عَنِ } [ آل عمران : 185 ] و { لَئِن بَسَطتَ } [ المائدة : 28 ] .