الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَتَتَّخِذُونَ مَصَانِعَ لَعَلَّكُمۡ تَخۡلُدُونَ} (129)

قوله : { تَخْلُدُونَ } : العامَّةُ على تخفيفِه مبنياً للفاعلِ . وقتادَةُ بالتشديدِ مبنياً للمفعول . ومنه قولُ امرِىء القيس :

وهَلْ يَنْعَمَنْ إلاَّ سَعِيْدٌ مُخَلَّدٌ *** قليلُ الهُمومِ ما يَبِيْتُ بأَوْجالِ

و " لَعَلَّ " هنا على بابِها . وقيل : للتعليل . ويؤيِّده قراءةُ عبدِ الله " كي تَخْلُدون " فقيل : للاستفهام ، قال زيد بن علي . وبه قال الكوفيون . وقيل : معناها التشبيهُ أي : كأنكم تَخْلُدُون . ويؤيِّدُه ما في حرفِ أُبَيّ " كأنكم تَخْلُدون " . وقُرِىء " كأنَّكم خالِدُون " . وكم مَنْ نَصَّ عليها أنَّها تكونُ للتشبيهِ .

والمصانِعُ : جمعُ مَصْنَعَة ، وهي بِرَكُ الماء . وقيل : القصور . وقيل : بُروجُ الحَمام .