الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{هَلۡ أُنَبِّئُكُمۡ عَلَىٰ مَن تَنَزَّلُ ٱلشَّيَٰطِينُ} (221)

قوله : { عَلَى مَن تَنَزَّلُ } متعلِّقٌ " ب " تَنَزَّلُ " بعده . وإنما قُدِّمَ لأنَّ له صدَر الكلامِ ، وهو مُعَلِّقٌ لِما قبله مِنْ فعلِ التنبئةِ لأنَّها بمعنى الِعلْمِ . ويجوزُ أَنْ تكونَ هنا متعديةً لاثنين فتسدَّ الجملةُ المشتملةُ على الاستفهام مَسَدَّ الثاني ؛ لأن الأولَ ضميرُ المخاطبين ، وأَنْ تكونَ متعدِّيةً لثلاثة فتسدَّ مَسَدَّ اثنين . وقرأ البزي " على مَنْ تَّنَزَّلُ " بتشديد التاء [ مِنْ تنزَّل ] في الموضعين ، والأصل تَتَنَزَّلُ بتاءَيْن ، فأدغم . والإِدغامُ في الثاني سَهْلٌ لتحرُّكِ ما قبل المُدْغَمِ ، وفي الأول صعوبةٌ لسكونِ ما قبلَه ، وهو نونُ " مَنْ " وقد تقدَّم تحقيقُ هذا في البقرة عند قوله : { وَلاَ تَيَمَّمُواْ الْخَبِيثَ }

[ البقرة : 267 ] .