الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{إِلَّا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ وَعَمِلُواْ ٱلصَّـٰلِحَٰتِ وَذَكَرُواْ ٱللَّهَ كَثِيرٗا وَٱنتَصَرُواْ مِنۢ بَعۡدِ مَا ظُلِمُواْۗ وَسَيَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ ظَلَمُوٓاْ أَيَّ مُنقَلَبٖ يَنقَلِبُونَ} (227)

قوله : { أَيَّ مُنقَلَبٍ } : منصوبٌ على المصدرِ . والناصبُ له " يَنْقَلِبُون " وقُدِّمَ لتضمُّنِهِ معنى الاستفهامِ . وهو مُعَلِّق ل " سَيَعْلَمُ " سادَّاً مَسَدَّ مفعولَيْها . وقال أبو البقاء : " أيَّ مُنْقَلبٍ صفةٌ لمصدرٍ محذوفٍ أَيْ : يَنْقلبون انقلاباً أيَّ مُنْقَلَبٍ . ولا يعملُ فيه " سَيَعْلم " لأنَّ الاستفهامَ لا يعمل فيه ما قبله " . وهذا الذي قاله مردودٌ : بأنَّ أَيَّاً الواقعةَ صفةً لا تكونُ استفهاميةً ، وكذلك الاستفهاميةُ لا تكونُ صفةً لشيء ، بل هما قِسْمان ، كلٌّ منهما قِسْمٌ برأسِه . و " أيّ " تنقسمُ إلى أقسامٍ كثيرةٍ وهي : الشرطيةُ ، والاستفهاميةُ ، والموصولةُ ، والصفةُ والموصوفةُ عند الأخفش خاصة ، والمناداةُ نحو : يا أيُّهذا ، والمُوْصِلَةُ لنداءِ ما فيه أل نحو : يا أيُّها الرجلُ ، عند غير الأخفش . والأخفشُ يجعلُها في النداءِ موصولةً . وقد أَتْقَنْتُ ذلك في " شرح التسهيل " .

وقرأ ابن عباس والحسن " أي مُنْفَلَتٍ يَنْفَلِتُون " بالفاءِ والتاءِ من فوقُ . من الانفلاتِ ، ومعناها واضحٌ . والله أعلم .