الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ يُخَفِّفۡ عَنَّا يَوۡمٗا مِّنَ ٱلۡعَذَابِ} (49)

قوله : { يَوْماً مِّنَ الْعَذَابِ } : في " يوماً " وجهان ، أحدهما : أنه ظرفٌ ل " يُخَفِّفْ " . ومفعولُ " يُخَفِّفْ " محذوفٌ أي : يُخَفِّف عنا شيئاً من العذاب في يوم . ويجوز على رأي الأخفش أن تكون " مِنْ " مزيدةً ، فيكون " العذاب " هو المفعولَ ، أي : يُخَفف عنا في يوم العذاب . الثاني : أَنْ يكونَ مفعولاً به ، واليوم لا يُخَفَّف ، وإنما يُخَفَّفُ مظروفُه فالتقديرُ : يُخَفِّف عذابَ يومٍ . وهو قَلِقٌ لقولِه " من العذاب " ، والقولُ بأنَّه صفةٌ مؤكِّدةٌ كالحالِ أقلقُ منه . والظاهرُ أنَّ " مِن العذاب " هو المفعولُ ل " يُخَفِّف " ، و " مِنْ " تبعيضيَّةٌ ، و " يوماً " ظرفٌ . سألوا أَنْ يخففَ عنهم بعضَ العذابِ لا كلَّه في يومٍ ما ، لا في كلِّ يومٍ ولا في يومٍ معين .