فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَقَالَ ٱلَّذِينَ فِي ٱلنَّارِ لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ ٱدۡعُواْ رَبَّكُمۡ يُخَفِّفۡ عَنَّا يَوۡمٗا مِّنَ ٱلۡعَذَابِ} (49)

{ وَقَالَ الَّذِينَ فِي النَّارِ } من الأمم الكافرة ، مستكبرهم وضعيفهم جميعا { لِخَزَنَةِ جَهَنَّمَ } جمع خازن ، وهم القوام بتعذيب أهل النار ، وإنما لم يقل لخزنتها لأن في ذكر جهنم تهويلا وتفظيعا ، أو لبيان محلهم فيها فإن جهنم هي أبعد النار قعرا من قولهم بئر جهنام ، بعيدة القعر . وفيها أعتى الكفار وأطغاهم ، فلعل الملائكة الموكلين لعذاب أولئك أجوب دعوة لزيادة قربهم من الله ، فلهذا تعمدهم أهل النار بطلب الدعوة منهم .

{ ادْعُوا رَبَّكُمْ يُخَفِّفْ عَنَّا يَوْمًا مِنَ الْعَذَابِ } أي شيئا منه مقدار يوم من أيام الدنيا لأنه ليس في الآخرة ليل ولا نهار .