قوله : { مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } : فيه أوجه ، أحدها : أَنْ تكونَ " مِنْ " الأولى لابتداء الغاية ، والثانية للبيان أي : مُبْتَدِئون الأكلَ من شجرٍ هو زَقُّوم . الثاني : أَنْ تكونَ " مِنْ " الثانيةُ صفةً لشجر ، فتتعلَّقَ بمحذوفٍ أي : مستقرٍ . والثالث : أَنْ تكونَ " مِنْ " الأولى مزيدةً أي : لآكلون شجراً ، و " مِنْ " الثانيةُ على ما تقدَّم فيها من الوجهَيْن . الرابع : عكسُ هذا ، وهو أَنْ تكونَ الثانيةُ مزيدةً أي : لآكلون زَقُّوماً ، و " مِنْ " الأُولى للابتداء ، أو في محلِّ نصبٍ على الحال مِنْ " زَقُّوم " أي : كائناً مِنْ شجرٍ ، ولو تأخَّر لكان صفةً . الخامس : أنَّ " مِنْ شجر " صفةٌ لمفعولٍ محذوفٍ أي : لآكلون شيئاً مِنْ شجرٍ ، " ومِنْ زَقُّوم " على هذا نعتٌ لشجر ، أو لشيء المحذوفِ . السادس : أنَّ الأولى للتبعيض ، والثانيةَ بدلٌ منها ، والضميرُ في " منها " عائدٌ على الشجر . وفي " عليه " للشجر أيضاً ، وقد تقدَّم أنه يجوزُ تذكيرُ اسم الجنس وتأنيثُه ، وأنهما لغتان . وقيل : في " عليه " عائدةٌ على الزقوم . وقال أبو البقاء : " للمأكول " . وقال ابن عطية : " للمأكول أو الأكل " . انتهى وفي قوله : " الأكل " بُعْدٌ . وقال الزمخشري : " وأنَّثَ ضميرَ الشجر على المعنى ، وذكَّره على اللفظ في " منها " و " عليه " . ومَنْ قرأ { مِن شَجَرٍ مِّن زَقُّومٍ } فقد جعل الضميرين للشجرةِ ، وإنما ذكَّر الثاني على تأويلِ الزَّقُّوم لأنه تفسيرُها " .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.