نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{لَأٓكِلُونَ مِن شَجَرٖ مِّن زَقُّومٖ} (52)

{ لآكلون من شجر } منبته النار .

ولما كان الشجر معدن الثمار الشهية{[62142]} كالسدر والطلح ، بينه بقوله : { من زقوم * } أي شيء هو في غاية الكراهة والبشاعة في المنظر ونتن الرائحة والأذى ، قال أبو عبد الله القزاز في ديوانه الجامع وعبد الحق في واعيه : الزقم{[62143]} : شوب اللبن والإفراط فيه ، يقال : بات يزقم اللبن زقماً ، ومن هذا الزقوم الذي ذكره الله{[62144]} تبارك وتعالى ، وقالا : قال أبو حنيفة : الزقوم شجرة غبراء صغيرة الورق{[62145]} لا شوك لها زفرة لها كعابر في رؤوسها ولها ورد تجرشه النحل ، ونورها أبيض ورأس ورقها قبيح جداً ، وهي مرعى ، ومنابتها السهل ، وقال في القاموس : في الدفر بالدال المهملة ، الدفر - بالتحريك : وقوع الدود في الطعام والذل والنتن ، ويسكن ، وقال في المعجمة : الذفر - محركة : شدة ذكاء{[62146]} الريح كالذفرة أو يخص{[62147]} برائحة الإبط المنتن ، والنتن ماء الفحل ، والذفراء من الكتائب : السهكة من الحديد ، والكعبرة بضمتين وعين وراء مهملتين : عقدة أنبوب الزرع ، وعن السهيلي أن أبا حنيفة ذكر في النبات أن شجرة باليمن يقال لها الزقوم لا ورق لها ، وفروعها أشبه شيء برؤوس الحيات ، وقال البيضاوي : شجرة صغيرة الورق دفرة مرة تكون بتهامة ، وفي القاموس : والزقمة : الطاعون وقال في النهاية : فعول من الزقم : اللقم الشديد والشرب المفرط ، وقال ابن القطاع{[62148]} : زقم زقماً : بلع ، وقد علم من مجموع{[62149]} هذا الكلام تفسيره بالطاعون تارة والشرب المفرط أخرى ، ومن الاشتراط والشجرة المنتنة والبشعة المنظر أنه شيء كريه يضطر آكله إلى التملئ منه بنهمة وهمة عظيمة ، ومن المعلوم أن الحامل له على هذا مع هذه الكراهة لا يكون إلا في أعلى طبقات الكراهة ،


[62142]:- من ظ، وفي الأصل: المشبهة.
[62143]:- من ظ وفي الأصل: الزقوم.
[62144]:- من ظ، وفي الأصل: ذكر.
[62145]:- زيد من ظ.
[62146]:- من ظ، وفي الأصل: ذكاء.
[62147]:- في القاموس: يخصان.
[62148]:- في كتاب الأفعال 2/ 86
[62149]:- زيد من ظ.