الدر المصون في علم الكتاب المكنون للسمين الحلبي - السمين الحلبي  
{عَلَىٰٓ أَن نُّبَدِّلَ أَمۡثَٰلَكُمۡ وَنُنشِئَكُمۡ فِي مَا لَا تَعۡلَمُونَ} (61)

قوله : { عَلَى أَن نُّبَدِّلَ } : يجوزُ أَنْ يتعلَّقَ ب " مَسْبوقين " وهو الظاهرُ ، ولم يَسْبِقْنا أحدٌ على تبديلِنا أمثالَكم أي : يُعْجِزْنا يُقال : سبقَه على كذا أي : أَعْجَزه عنه وغَلَبه عليه . والثاني : أنه متعلِّقٌ بقوله : " قَدَّرنا " أي : قَدَّرْنا بينكم على أَنْ نُبَدِّلَ أي : نُمَوِّت طائفةً ونَخْلُقَها طائفةً أخرى ، قال معناه الطبري . فعلى هذا يكون قولُه : { وَمَا نَحْنُ بِمَسْبُوقِينَ } معترضاً ، وهو اعتراضٌ حسنٌ .

ويجوز في " أمثالَكم " وجهان ، أحدهما : أنه جمعُ " مِثْل " بكسر الميم وسكون الثاء ، أي : نحن قادرون على أن نُعدِمَكم ونَخْلُقَ قوماً آخرين أمثالَكم ، ويؤيِّده : " إنْ يَشَأْ يُذْهِبْكم أيها الناسُ ويَأْتِ بآخرين " والثاني : أنه جمع " مَثَل " بفتحتين ، وهو الصفةُ أي : نُغَيِّرُ صفاتِكم التي أنتم عليها خَلْقاً وخُلُقاً ، ونُنْشِئُكم في صفاتٍ غيرِها .