البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا مُوسَىٰ بِـَٔايَٰتِنَا وَسُلۡطَٰنٖ مُّبِينٍ} (96)

الورد قال ابن السكيت : هو ورود القوم الماء ، والورد الإبل الواردة انتهى .

فيكون مصدراً بمعنى الورود ، واسم مفعول في المعنى كالطحن بمعنى المطحون .

رفد الرجل يرفده رفاً ورفداً أعطاه وأعانه ، من رفد الحائط دعمه ، وعن الأصمعي الرفد بالفتح القدح ، والرفد بالكسر ما في القدح من الشراب .

وقال الليث : أصل الرفد العطاء والمعونة ، ومنه رفادة قريش يقال رفده يرفده رفداً ورفداً بكسر الراء وفتحها ، ويقال بالكسر الاسم وبالفتح المصدر .

{ ولقد أرسلنا موسى بآياتنا وسلطان مبين .

إلى فرعون وملإيه فاتبعوا أمر فرعون وما أمر فرعون برشيد .

يقدم قومه يوم القيامة فأوردهم النار وبئس الورد المورود .

وأتبعوا في هذه لعنة ويوم القيامة بئس الرفد المرفود } : الآيات المعجزات التسع : العصا ، واليد ، والطوفان ، والجراد ، والقمل ، والضفادع ، والدم ، ونقص من الأموال والأنفس والثمرات ، ومنهم من أبدل النقص بإظلال الجبل .

وقيل : الآيات التوراة ، وهذا ليس بسديد ، لأنه قال إلى فرعون وملائه ، والتوراة إنما نزلت بعد هلاك فرعون وملائه .

والسلطان المبين هو الحجج الواضحة ، ويحتمل أن يريد بقوله : وسلطان مبين فيها أي في الآيات ، وهي دالة على صدق موسى عليه السلام .

ويحتمل أن يريد بها العصا لأنها أبهر تلك الآيات ، فنص عليها كما نص على جبريل وميكائيل بعد ذكر الملائكة على سبيل التشريف بالذكر .