البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا} (108)

ومعنى { حولاً } أي محولاً إلى غيرها .

قال ابن عيسى : هو مصدر كالعوج والصغر .

قال الزمخشري : يقال حال عن مكانه حولاً كقوله :

عادني حبها عوداً . . .

يعني لا مزيد عليها حتى تنازعهم أنفسهم إلى أجمع لأغراضهم وأمانيهم ، وهذه غاية الوصف لأن الإنسان في الدنيا في أي نعيم كان فهو طامح الطرف إلى أرفع منه ، ويجوز أن يراد نفي التحول وتأكيد الخلود انتهى .

وقال ابن عطية : والحول بمعنى التحول .

قال مجاهد متحولاً .

وقال الشاعر :

لكل دولة أجل *** ثم يتاح لها حول

وكأنه اسم جمع وكان واحده حوالة وفي هذا نظر .

وقال الزجّاج عن قوم : هي بمعنى الحيلة في التنقل وهذا ضعيف متكلف .