البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أُوْلَـٰٓئِكَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِـَٔايَٰتِ رَبِّهِمۡ وَلِقَآئِهِۦ فَحَبِطَتۡ أَعۡمَٰلُهُمۡ فَلَا نُقِيمُ لَهُمۡ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ وَزۡنٗا} (105)

وقرأ ابن عباس وأبو السمال { فحبطت } بفتح الباء والجمهور بكسرها .

وقرأ الجمهور { فلا نقيم } بالنون { وزناً } بالنصب ومجاهد وعبيد بن عمير فلا يقيم بالياء لتقدم قوله { بآيات ربهم } وعن عبيد أيضاً يقوم بفتح الياء كأنه جعل قام متعدياً .

وعن مجاهد وابن محيصن ويعقوب بخلاف عنهم : فلا يقوم مضارع قام وزن مرفوع به .

واحتمل قوله { فلا نقيم } إلاّ به أنهم لا حسنة لهم توزن في موازين القيامة ، ومن لا حسنة له فهو في النار .

واحتمل أن يريد المجاز كأنه قال : فلا قدر لهم عندنا يومئذ .

وفي الحديث : « يؤتى بالأكول الشروب الطويل فلا يزن جناح بعوضة » ثم قرأ { فلا نقيم } الآية .

وفي الحديث أيضاً : « يأتي ناس بأعمال يوم القيامة هي عندهم في العظم كجبال تهامة فإذا وزنوها لم تزن شيئاً » .