البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{۞وَتَرَكۡنَا بَعۡضَهُمۡ يَوۡمَئِذٖ يَمُوجُ فِي بَعۡضٖۖ وَنُفِخَ فِي ٱلصُّورِ فَجَمَعۡنَٰهُمۡ جَمۡعٗا} (99)

و { تركنا } هذا الضمير لله تعالى والأظهر أن الضمير في { بعضهم } عائد على يأجوج ومأجوج ، والجملة المحذوفة بعد إذ المعوض منها التنوين مقدرة بإذ جاء الوعد وهو خروجهم وانتشارهم في الأرض أو مقدرة بإذ حجز السد بينهم وبين القوم الذين كانوا يفسدون عندهم وهم متعجبون من السد فماج بعضهم في بعض .

وقيل : الضمير في { بعضهم } يعود على الخلق أي يوم إذ جاء وعد الله وهو يوم القيامة ويقويه قوله { ونفخ في الصور } فيظهر أن ذلك هو يوم القيامة ، وكذلك ما جاء بعده من الجمع وعرض جهنم وتقدم الكلام على النفخ في الصور في سورة الأنعام .

و { جمعاً } مصدر كموعد