اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{خَٰلِدِينَ فِيهَا لَا يَبۡغُونَ عَنۡهَا حِوَلٗا} (108)

قوله : { لاَ يَبْغُونَ } : الجملة حال : إمَّا من صاحب " خَالِدينَ " وإمَّا من الضمير في " خَالِدِينَ " فتكون حالاً متداخلة .

والحِوَلُ : قيل : مصدر بمعنى " التَّحَوُّل " يقال : حال عن مكانه حِوَلاً ؛ فهو مصدر ؛ كالعِوَج ، والعِوَد ، والصِّغر ؛ قال : [ الرجز ]

لِكُلِّ دَولةٍ أجَلْ *** ثم يُتَاحُ لهَا حِوَلْ{[21364]}

والمعنى : لا يطلبون عنها تحوُّلاً إلى غيرها .

وقال الزجاج{[21365]} : " هو عند قومٍ بمعنى الحيلة في التنقُّل " وقال ابن عطيَّة : " والحِوَلُ : بمعنى التَّحول ؛ قال مجاهد : مُتحوَّلاً " وأنشد الرَّجز المتقدم ، ثم قال : " وكأنَّه اسمُ جمعٍ ، وكأنَّ واحده حوالةٌ " قال شهاب الدين : وهذا غريبٌ ، والمشهور الأول ، والتصحيح في " فِعَلٍ " هو الكثير ، إن كان مفرداً ؛ نحو : " الحِوَلِ " وإن كان جمعاً ، فالعكس ؛ نحو : " ثِيرَة " و " كِبَرة " .


[21364]:ينظر البيت في البحر 6/159، الدر المصون 4/487.
[21365]:ينظر: معاني القرآن للزجاج 3/315.