البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ هَلۡ نُنَبِّئُكُم بِٱلۡأَخۡسَرِينَ أَعۡمَٰلًا} (103)

أي { قل } يا محمد للكافرين هل نخبركم الآية فإذا طلبوا ذلك فقل لهم { أولئك الذين كفروا } والأخسرون أعمالاً عن عليّ هم الرهبان كقوله { عاملة ناصبة } وعن مجاهد : هم أهل الكتاب .

وقيل : هم الصابئون .

وسأل ابن الكواء علياً عنهم فقال : منهم أهل حروراء .

وينبغي حمل هذه الأقوال على التمثيل على الحصر إذ الأخسرون أعمالاً هم كل من دان بدين غير الإسلام ، أو راءى بعمله ، أو أقام على بدعة تؤول به إلى الكفر والأخسر من أتعب نفسه فأدى تعبه به إلى النار .

وانتصب { أعمالاً } على التمييز وجمع لأن أعمالهم في الضلال مختلفة وليسوا مشتركين في عمل واحد