البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِن يَكُن لَّهُمُ ٱلۡحَقُّ يَأۡتُوٓاْ إِلَيۡهِ مُذۡعِنِينَ} (49)

أذعن للشيء : انقاد له .

وقال الزجاج : الإذعان : الإسراع مع الطاعة .

والظاهر أن { إليه } متعلق بيأتوا .

والضمير في { إليه } عائد على الرسول صلى الله عليه وسلم .

وأجاز الزمخشري أن يتعلق { إليه } بمذعنين قال : لأنه بمعنى مسرعين في الطاعة وهذا أحسن لتقدم صلته ودلالته على الاختصاص .

وقد رددنا عليه ذلك وفي ما رجح تهيئة العامل للعمل وقطعه عن العمل وهو مما يضعف ، والمعنى أنهم لمعرفتهم أنه ليس معه إلا الحق المرّ والعدل البحت يزورون عن المحاكمة إليك إذا ركبهم الحق لئلا تنزعه منهم بقضائك عليهم لخصومهم ، وإن ثبت لهم الحق على خصم أسرع إليك كلهم ولم يرضوا إلا بحكومتك .

47