البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَإِذَا دُعُوٓاْ إِلَى ٱللَّهِ وَرَسُولِهِۦ لِيَحۡكُمَ بَيۡنَهُمۡ إِذَا فَرِيقٞ مِّنۡهُم مُّعۡرِضُونَ} (48)

وأفرد الضمير في { ليحكم بينهم } وقد تقدم قوله { إلى الله ورسوله } لأن حكم الرسول هو عن الله .

قال الزمخشري : كقولك أعجبني زيد وكرمه يريد كرم زيد ومنه :

ومنهل من الفلافي أوسطه *** غلسته قبل القطا وفرطه

أراد قبل فرط القطا انتهى .

أي قبل تقدم القطا إليه .

وقرأ أبو جعفر { ليحكم } في الموضعين مبنياً للمفعول و { إذا } الثانية للفجاءة .

جواب { إذا } الأولى الشرطية ، وهذا أحد الدلائل على أن الجواب لا يعمل في إذا الشرطية خلافاً للأكثرين من النحاة ، لأن إذا الفجائية لا يعمل ما بعدها فيما قبلها .

وقد أحكم ذلك في علم النحو .

47