ثم ذكر سبحانه أن إعراضهم إنما هو إذا كان الحق عليهم ، وأما إذا كان لهم فإنهم يذعنون لعلهم بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يحكم إلا بالحق فقال :
{ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ ( 49 ) أَفِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَن يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُوْلَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( 50 ) إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَن يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ ( 51 ) وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَخْشَ اللَّهَ وَيَتَّقْهِ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ ( 52 ) وَأَقْسَمُوا بِاللَّهِ جَهْدَ أَيْمَانِهِمْ لَئِنْ أَمَرْتَهُمْ لَيَخْرُجُنَّ قُل لَّا تُقْسِمُوا طَاعَةٌ مَّعْرُوفَةٌ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ ( 53 ) } .
{ وَإِن يَكُن لَّهُمُ الْحَقُّ } أي إذا كان الحكم لهم على غيرهم { يَأْتُوا إِلَيْهِ مُذْعِنِينَ } مطيعين منقادين لحكمه طلبا لحقهم ، لا رضاء بحكم رسولهم قال الزجاج : الإذعان الإسراع مع الطاعة ، يقال : أذعن لي بحقي ، أي طاوعني لما كنت ألتمس منه ، وصار يسرع إليه ، وبه قال مجاهد . وقال الأخفش وابن الأعرابي : مذعنين مقرين وقال النقاش : خاضعين . والمعنى أنهم لمعرفتهم أنه ليس معك إلا الحق المر ، والعدل البحت ، يمتنعون عن المحاكمة إليك ، وإذا ركبهم الحق ، لئلا تنتزعه من أحداقهم ، بقضائك عليهم لخصومهم ، وإن ثبت لهم الحق على خصم أسرعوا إليك ، ولم يرضوا إلا بحكومتك لتأخذ لهم ما وجب لهم في ذمة الخصم .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.