البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ أَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَأَطِيعُواْ ٱلرَّسُولَۖ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَإِنَّمَا عَلَيۡهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيۡكُم مَّا حُمِّلۡتُمۡۖ وَإِن تُطِيعُوهُ تَهۡتَدُواْۚ وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلَّا ٱلۡبَلَٰغُ ٱلۡمُبِينُ} (54)

{ قُلْ أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَإِنَّمَا عَلَيْهِ مَا حُمِّلَ وَعَلَيْكُمْ مَا حُمِّلْتُمْ وَإِنْ تُطِيعُوهُ تَهْتَدُوا وَمَا عَلَى الرَّسُولِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ }

والتفت من الغيبة إلى الخطاب لأنه أبلغ في تبكيتهم .

ولما بكتهم بأن مطلع على سرائرهم تلطف بهم فأمرهم بطاعة الله والرسول وهو أمر عام للمنافقين وغيرهم .

{ فإن تولوا } أي فإن تتولوا .

{ فإنما عليه } أي على الرسول { ما حمل } وهو التبليغ ومكافحة الناس بالرسالة وإعمال الجهد في إنذارهم .

{ وعليكم ما حملتم } وهو السمع والطاعة واتّباع الحق .

ثم علق هدايتهم على طاعته فلا يقع إلا بطاعته { وما على الرسول إلاّ البلاغ المبين } تقدم الكلام على مثل هذه الجملة في المائدة .

47