البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا فَٰرِهِينَ} (149)

الفراهة : جودة منظر الشيء وقوته وكماله في نوعه .

وقيل : الكيس والنشاط .

وقرأ الجمهور : { وتنحتون } ، بالتاء للخطاب وكسر الحاء ؛ وأبو حيوة ، وعيسى ، والحسن : بفتحها ، وتقدم ذكره ، وعنه بألف بعد الحاء إشباعاً .

وعن عبد الرحمن بن محمد ، عن أبيه : بالياء من أسفل وكسر الحاء .

وعن أبي حيوة ، والحسن أيضاً : بالياء من أسفل وفتح الحاء .

وقرأ عبد الله ، وابن عباس ، وزيد بن علي ، والكوفيون ، وابن عامر : فارهين بألف ، وباقي السبعة : بغير ألف ؛ ومجاهد : متفرهين ، اسم فاعل من تفره ، والمعنى : نشطين مهتمين ، قاله ابن عباس .

وقال مجاهد : شرهين .

وقال ابن زيد : أقوياء .

وقال ابن عباس أيضاً ، وأبو عمرو بن العلاء : أشرين بطرين .

وقال عبد الله بن شداد : بمعنى مستفرهين ، أي مبالغين في استجادة المغارات ليحفظوا أموالهم فيها .

وقال قتادة : آمنين .

وقال الكلبي : متجبرين .

وقال خصيف : معجبين .

وقال عكرمة : ناعمين .

وقال الضحاك : كيسين .

وقال أبو صالح : حاذقين .

وقال ابن بحر : قادرين .

وقال أبو عبيدة : مرحين .

وظاهر هذه الآيات أن الغالب على قوم هود : اللذات الخيالية من طلب الاستعلاء والبقاء والتفرد والتجبر ، وعلى قوم صالح : اللذات الحسية من المأكول والمشروب والمساكن الطيبة الحصينة .