اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا فَٰرِهِينَ} (149)

قوله : «وَتَنْحِتُونَ » . العامة على الخطاب وكسر الحاء . والحسن وعيسى وأبو حيوة بفتحها . وعن الحسن أيضاً : «تَنْحَاتُونَ » بألف للإشباع . وعنه وعن أبي حيوة «يَنْحِتُونَ » بالياء من تحت{[37659]} ، وتقدم ذلك كله في الأعراف{[37660]} .

قوله : «فَارِهِينَ » . قرأ الكوفيون{[37661]} وابن ذكوان : «فارهين » بالألف ، كما قرءوا : «حَاذِرُونَ »{[37662]} بها . والباقون : «فَرِهِينَ » بدون ألف{[37663]} ، كما قرءوا : «حَذِرُونَ » بدونها{[37664]} .

والفراهة : النشاط والقوة . وقيل : الحذق{[37665]} ، يقال دابة فاره ، ولا يقال : فارهة{[37666]} ، وقد فره يفره فراهة{[37667]} و «فارهين » حال من الناحتين{[37668]} .

فصل :{[37669]}

من قرأ : «فرهين » قال ابن عباس : أشِرين بطرين . وقال عكرمة : ( ناعمين ){[37670]} . وقال مجاهد : شرهين . وقال قتادة : معجبين بصنيعكم . وقال السدي : متجبرين . وقال الأخفش : فرحين ، والعرب تعاقب بين الحاء والهاء مثل : مدحته ومدهته . وقال الضحاك : كيسين .


[37659]:المختصر (107)، البحر المحيط 7/35.
[37660]:عند قوله تعالى: {وتنحتون الجبال بيوتاً} [74]. وذكر هناك: وقرا الحسن "ينحتون" بفتح الياء، وزاد الزمخشري أنه قرأ "ينحاتون" بإشباع الفتحة، وقرأ يحيى بن مصرف، وأبو مالك بالياء من أسفل على الالتفات إلا أن أبا مالك فتح الحاء كقراءة الحسن. انظر اللباب 4/64-65.
[37661]:وهم: عاصم، وحمزة، وابن عامر، والكسائي.
[37662]:في ب: حاذرين. [الشعراء: 56].
[37663]:السبعة (472)، الكشف 2/151، النشر 2/336، الإتحاف (333).
[37664]:تقدم الكلام عليها.
[37665]:انظر معاني القرآن للفراء 2/282.
[37666]:قال ابن منظور: (وفي حديث جريج: دابة فارهة، أي: نشيطة حادة قوية) اللسان (فره)، فنرى أنه جاء فيه التأنيث.
[37667]:انظر اللسان (فره).
[37668]:انظر معاني القرآن وإعرابه 4/96، البيان 2/215، التبيان 2/1000.
[37669]:ينظر هذا الفصل في معالم التنزيل للبغوي 6/233.
[37670]:ما بين القوسين في ب: ناعهن. وهو تحريف.