فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَتَنۡحِتُونَ مِنَ ٱلۡجِبَالِ بُيُوتٗا فَٰرِهِينَ} (149)

{ وَتَنْحِتُونَ مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا فَارِهِينَ } النحت النجر والبري ، نحته ينحته بالكسر ، براه والنحاته البراية ، والمنحت ما ينحت به ، وكانوا ينحتون بيوتهم من الجبال ، لما طالت أعمارهم وتهدم بناؤهم من المدر ، فإن السقوف والأبنية كانت تبلى قبل فناء أعمارهم ، وفي الخطيب ، وكان الواحد منهم يعيش ثلاثمائة سنة إلى ألف سنة ، وكذا كان قوم هود .

وقرئ { فرهين } قال أبو عبيدة وغيره وهما بمعنى واحد ، والفره النشاط وشدة الفرح ، وفرق بينهما أبو عبيدة وغيره فقالوا فارهين حاذقين بنحتها ، قاله ابن عباس ، وقيل : متجبرين ، وفرهين بطرين أشرين ، وبه قال مجاهد وابن عباس ، وغيره وقيل : شرهين . وقال الضحاك : كَيّسين . وقال قتادة معجبين ناعمين آمنين وبه قال الحسن . وقيل : فرحين قاله الأخفش . وقال ابن زيد أقوياء .