البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قَالَ فِرۡعَوۡنُ وَمَا رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (23)

ولما أخبر موسى فرعون بأنه رسول رب العالمين ، لم يسأل إذ ذاك فيقول : { وما رب العالمين } ؟ بل أخذ في المداهاة وتذكار التربية والتقبيح لما فعله من قتل القبطي .

فلما أجابه عن ذلك انقطعت حجته في التربية والقتل ، وكان في قوله : { رسول رب العالمين } دعاء إلى الإقرار بربوبية الله ، وإلى طاعة رب العالم ، فأخذ فرعون يستفهم عن الذي ذكر موسى أنه رسول من عنده .

والظاهر أن سؤاله إنما كان على سبيل المباهتة والمكابرة والمرادّة ، وكان عالماً بالله .

ويدل عليه : { لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السموات والأرض بصائر } ولكنه تعامى عن ذلك طلباً للرياسة ودعوى الإلهية ، واستفهم بما استفهاماً عن مجهول من الأشياء .

قال مكي : كما يستفهم عن الأجناس ، وقد ورد له استفهام بمن في موضع آخر ، ويشبه أنها مواطن . انتهى .

والموضع الآخر قوله : { فمن ربكما يا موسى }