البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{فَأَمَّا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ فَأُعَذِّبُهُمۡ عَذَابٗا شَدِيدٗا فِي ٱلدُّنۡيَا وَٱلۡأٓخِرَةِ وَمَا لَهُم مِّن نَّـٰصِرِينَ} (56)

{ فأما الذين كفروا } قيل : يحتمل أن يكون خاصاً ، أي : كفروا بك وجحدوا نبوّتك ، والظاهر العموم ، ويجوز أن يكون الذين ، مبتدأ ويجوز أن يكون منصوباً بفعل محذوف يفسره ما بعده ، فيكون من باب الإشتغال .

{ فأعذبهم عذاباً شديداً } وصف العذاب بالشدّة لتضاعفه وازدياده .

وقيل : لاختلاف أجناسه .

{ في الدنيا } بالأسر والقتل والجزية والذل ، ومن لم ينله شيء من هذا فهو على وجل ، إذ يعلم أن الإسلام يطلبه .

{ والآخرة } بعذاب النار .

وهذا إخبار منه تعالى بما يفعل بالكافر من أول أمره في دنياه إلى آخر أمره في عقباه .

{ وما لهم من ناصرين } تقدّم تفسير هذه الجملة في هذه السورة ، فأغنى ذلك عن إعادته هنا .