البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{رَبَّنَآ ءَامَنَّا بِمَآ أَنزَلۡتَ وَٱتَّبَعۡنَا ٱلرَّسُولَ فَٱكۡتُبۡنَا مَعَ ٱلشَّـٰهِدِينَ} (53)

{ ربنا آمنا بما أنزلت } أي : من الآيات الدالة على صدق أنبيائك ، أو : بما أنزلت من كلامك على الرسل أو بالإنجيل .

{ واتبعنا الرسول } هو : عيسى على قول الجمهور .

{ فاكتبنا مع الشاهدين } هم : محمد صلى الله عليه وسلم وأمّته ، لأنهم يشهدون للرسل بالتبليغ ، ومحمد صلى الله عليه وسلم يشهد لهم بالصدق .

روى ذلك عكرمة عن ابن عباس ، أو : من آمن قبلهم ، رواه أبو صالح عن ابن عباس .

أو : الأنبياء لأن كل نبي شاهد على أمّته .

أو : الصادقون ، قاله مقاتل .

أو : الشاهدون للأنبياء بالتصديق ، قاله الزجاج .

أو : الشاهدون لنصرة رسلك ، أو : الشاهدون بالحق عندك ، رغبوا في أن يكونوا عنده في عداد الشاهدين بالحق من مؤمني الأمم ، وعبروا عن فعل الله ذلك لهم بلفظ : فاكتبنا ، إذ كانت الكتابة تقيد وتضبط ما يحتاج إلى تحقيقه وعلمه في ثاني حال .