البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{قُلۡ سِيرُواْ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَٱنظُرُواْ كَيۡفَ كَانَ عَٰقِبَةُ ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلُۚ كَانَ أَكۡثَرُهُم مُّشۡرِكِينَ} (42)

ثم أمرهم بالمسير في الأرض ، فينظروا كيف أهلك الأمم بسبب معاصيهم وإشراكهم ، وذلك تنبيه لقريش وأمر لهم بالاعتبار بمن سلف من الأمم ، قوم نوح وعاد وثمود وغيرهم .

{ كان أكثرهم مشركين } : أهلكهم كلهم بسبب الشرك ، وقوم بسبب المعاصي ، لأنه تعالى يهلك بالمعاصي ، كما يهلك بالشرك ، كأصحاب السبت .

أو أهلكهم كلهم ، المشرك والمؤمن ، كقوله تعالى : { واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة } وأهلكهم كلهم ، وهم كفار ، فأكثرهم مشركون ، وبعضهم معطل .

وحين ذكر امتنانه قال : { الله الذي خلقكم ثم رزقكم } ، فذكر الوجود ثم البقاء بسبب الرزق .

وحين ذكر خذلانهم بالطغيان ، بسبب البقاء بإظهار الفساد ، ثم بسبب الوجود بالإهلاك .