البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِلَّآ إِبۡلِيسَ ٱسۡتَكۡبَرَ وَكَانَ مِنَ ٱلۡكَٰفِرِينَ} (74)

وهنا { استكبر وكان من الكافرين } ، وفي البقرة : { أبى واستكبر وكان من الكافرين } وفي الأعراف : { لم يكن من الساجدين } وفي الحجر : { أبى أن يكون من الساجدين } وفي الإسراء : { قال أأسجد لمن خلقت طيناً } وفي الكهف : { كان من الجن ففسق عن أمر ربه } والإستثناء في جميع هذه الآيات يدل على أنه لم يسجد ، فتارة أكد بالنفي المحض ، وتارة ذكر إبايته عن السجود ، وهي الأنفة من ذلك ، وتارة نص على أن ذلك الامتناع كان سببه الاستكبار .

والظاهر أن قوله : { وكان من الكافرين } أريد به كفره ذلك الوقت ، وإن لم يكن قبله كافراً ؛ وعطف على استكبر ، فقوى ذلك ، لأن الاستكبار عن السجود إنما حصل له وقت الأمر .

ويحتمل أن يكون إخباراً منه بسبق كفره في الأزمنة الماضية في علم الله .