البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَلَقَدۡ أَرۡسَلۡنَا رُسُلٗا مِّن قَبۡلِكَ مِنۡهُم مَّن قَصَصۡنَا عَلَيۡكَ وَمِنۡهُم مَّن لَّمۡ نَقۡصُصۡ عَلَيۡكَۗ وَمَا كَانَ لِرَسُولٍ أَن يَأۡتِيَ بِـَٔايَةٍ إِلَّا بِإِذۡنِ ٱللَّهِۚ فَإِذَا جَآءَ أَمۡرُ ٱللَّهِ قُضِيَ بِٱلۡحَقِّ وَخَسِرَ هُنَالِكَ ٱلۡمُبۡطِلُونَ} (78)

ثم رد تعالى على العرب في إنكارهم بعثة الرسل ، وفي عدد الرسل اختلاف .

روي أنه ثمانية آلاف من بني إسرائيل ، وأربعة آلاف من غيرهم .

وروي : بعث الله أربعة آلاف نبي ، { منهم من قصصنا عليك } : أي من أخبرناك به ، أما في القرآن فثمانية عشر .

{ ومنهم من لم نقصص عليك } ، وعن علي ، وابن عباس : أن الله بعث نبياً أسود في الحبش ، فهو ممن لم يقصص عليه .

{ وما كان لرسول أن يأتي بآية إلا بإذن الله } : أي ليس ذلك راجعاً إليهم ، لما اقترحوا على الرسل قال : ليس ذلك إلى لا تأتي آية إلا إن شاء الله ، { فإذا جاء أمر الله } : رد ووعيد بإثر اقتراحهم الآيات ، وأمر الله : لقيامة .

والمبطلون : المعاندون مقترحون الآيات ، وقد أتتهم الآيات ، فأنكروها وسموها سحراً ، أو { فإذا جاء أمر الله } : أي أراد إرسال رسول وبعثة نبي ، قضي ذلك وأنفذه { بالحق } ، وخسر كل مبطل ، وحصل على فساد آخرته ، أو { فإذا جاء أمر الله } : وهو القتل ببدر .