البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{ٱدۡخُلُوٓاْ أَبۡوَٰبَ جَهَنَّمَ خَٰلِدِينَ فِيهَاۖ فَبِئۡسَ مَثۡوَى ٱلۡمُتَكَبِّرِينَ} (76)

{ ادخلوا أبواب جهنم خالدين فيها } : الظاهر أنه قيل لهم : ادخلوا بعد المحاورة السابقة ، وهم قد كانوا في النار ، ولكن هذا أمر يقيد بالخلود ، وهو الثواء الذي لا ينقطع ، فليس أمراً بمطلق الدخول ، أو بعد الدخول فيها أمروا أن يدخلوا سبعة أبواب التي لكل باب منها جزء مقسوم من الكفار ، فكان ذلك أمراً بالدخول يفيد التجزئة لكل باب .

وقال ابن عطية : وقوله تعالى : { ادخلوا } معناه : يقال لهم قبل هذه المحاورة في أول الأمر ادخلوا ، لأن هذه المخاطبة إنما هي بعد دخولهم ، وفي الوقت الذي فيه الأغلال في أعناقهم .

وأبواب جهنم : هي السبعة المؤدّية إلى طبقاتها وأدراكها السبعة . انتهى .

وخالدين : حال مقدرة ، ودلت على الثواء الدائم ، فجاء التركيب : { فبئس مثوى المتكبرين } : فبئس مدخل المتكبرين ، لأن نفس الدخول لا يدوم ، فلم يبالغ في ذمّه ، بخلاف الثواء الدائم .