البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{أَوَءَابَآؤُنَا ٱلۡأَوَّلُونَ} (48)

ويبعده : { وكانوا يقولون } ، فإنه معطوف على ما قبله ، والعطف يقتضي التغاير ، فالحنث العظيم : الشرك .

فقولهم : { أئذا متنا وكنا تراباً وعظاماً أئنا لمبعوثون أو آباؤنا الأولون } : تقدم الكلام عليه في والصافات ، وكرر الزمخشري هنا وهمه فقال : فإن قلت : كيف حسن العطف على المضمر في { لمبعوثون } من غير تأكيد بنحن ؟ قلت : حسن للفاصل الذي هو الهمزة ، كما حسن في قوله : { ما أشركنا ولا آباؤنا } الفصل لا المؤكدة للنفي . انتهى .

ورددنا عليه هنا وهناك إلى مذهب الجماعة في أنهم لا يقدرون بين همزة الاستفهام وحرف العطف فعلاً في نحو : { أفلم يسيروا } ولا اسماً في نحو : { أو آباؤنا } ، بل الواو والفاء لعطف ما بعدهما على ما قبلهما ، والهمزة في التقدير متأخرة عن حرف العطف .

لكنه لما كان الاستفهام له صدر الكلام قدمت .