البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{وَحُورٌ عِينٞ} (22)

وقرأ الجمهور : { وحور عين } برفعهما ؛ وخرج عليّ على أن يكون معطوفاً على { ولدان } ، أو على الضمير المستكن في { متكئين } ، أو على مبتدأ محذوف هو وخبره تقديره : لهم هذا كله ، { وحور عين } ، أو على حذف خبر فقط : أي ولهم حور ، أو فيهما حور .

وقرأ السلمي والحسن وعمرو بن عبيد وأبو جعفر وشيبة والأعمش وطلحة والمفضل وأبان وعصمة والكسائي : بجرهما ؛ والنخعي : وحير عين ، بقلب الواو ياء وجرهما ، والجر عطف على المجرور ، أي يطوف عليهم ولدان بكذا وكذا وحور عين .

وقيل : هو على معنى : وينعمون بهذا كله وبحور عين .

وقال الزمخشري : عطفاً على { جنات النعيم } ، كأنه قال : هم في جنات وفاكهة ولحم وحور .

انتهى ، وهذا فيه بعد وتفكيك كلام مرتبط بعضه ببعض ، وهو فهم أعجمي .

وقرأ أبي وعبد الله : وحوراً عيناً بنصبهما ، قالوا : على معنى ويعطون هذا كله وحوراً عيناً .

وقرأ قتادة : وحور عين بالرفع مضافاً إلى عين ؛ وابن مقسم : بالنصب مضافاً إلى عين ؛ وعكرمة : وحوراء عيناء على التوحيد اسم جنس ، وبفتح الهمزة فيهما ؛ فاحتمل أن يكون مجروراً عطفاً على المجرور السابق ؛ واحتمل أن يكون منصوباً ؛ كقراءة أبي وعبد الله وحوراً عيناً .