أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

شرح الكلمات :

{ بغلام حليم } : أي ذي حلم وصبر كثير يولد له .

المعنى :

وهو قوله تعالى { فبشرناه بغلام حليم } . وقد أخذ سارة ما يأخذ النساء من الغيرة لما رأت جارية إبراهيم أنجبت له إسماعيل فأمر الله إبراهيم بأن يأخذها وطفلها إلى مكة إبعاداً لها عن سارة ليقل تألمها . وهناك بمكة رأى إبراهيم رؤيته ورؤيا الأنبياء وحي وقال لإسماعيل ما أخبر تعالى به في قوله ، { فبشرناه بغلام حليم فلما بلغ معه السعي } كابن سبع سنين فأكثر بمعنى أصبح قادرا على العمل معه .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

{ فبشرناه بغلام حليم } أي : عاقل واختلف الناس في هذا الغلام المبشر به في هذا الموضع وهو الذبيح ، هل هو إسماعيل أو إسحاق فقال ابن عباس وابن عمر . وجماعة من التابعين : هو إسماعيل وحجتهم من ثلاثة أوجه :

الأول : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " أنا ابن الذبيحين " يعني إسماعيل عليه السلام ووالده عبد الله حين نذر والده عبد المطلب أن ينحره إن يسر الله له أمر زمزم ففداه بمائة من الإبل .

الثاني : أن الله تعالى قال : بعد تمام قصة الذبيح { وبشرناه بإسحاق } فدل ذلك على أن الذبيح غيره .

الثالث : أنه روي : أن إبراهيم جرت له قصة الذبح بمكة وإنما كان معه بمكة إسماعيل وذهب علي بن أبي طالب وابن مسعود وجماعة من التابعين إلى أن الذبيح إسحاق وحجتهم من وجهين :

الأول : أن البشارة المعروفة لإبراهيم بالوادي إنما كانت بإسحاق لقوله : { فبشرناها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب } [ هود : 71 ] .

الثاني : أنه روي : أن يعقوب كان يكتب من يعقوب إسرائيل الله ابن إسحاق ذبيح الله .