الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري - الزمخشري  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

وقد انطوت البشارة على ثلاث : على أن الولد غلام ذكر ، وأنه يبلغ أوان الحلم ، وأنه يكون حليماً ، وأي حلم أعظم من حلمه حين عرض عليه أبوه الذبح ، فقال : { ستجدني إن شاء الله من الصابرين } ، ثم استسلم لذلك . وقيل : ما نعت الله الأنبياء عليهم السلام بأقل مما نعتهم بالحلم وذلك لعزة وجوده ولقد نفت الله . به إبراهيم في قوله : { إِنَّ إبراهيم لأوَّاهٌ حَلِيمٌ } [ التوبة : 114 ] ، { إِنَّ إبراهيم لحليم أَوَّاهٌ مُّنِيبٌ } [ هود : 75 ] لأنّ الحادثة شهدت بحلمهما جميعاً .