غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فَبَشَّرۡنَٰهُ بِغُلَٰمٍ حَلِيمٖ} (101)

والله تعالى بين استجابته بقوله : { فبشرناه بغلام حليم } وصف الغلام بالعلم في سورة الحجر وبالحلم ههنا . فذهب العلماء إلى أنه أراد بغلام عليم في صغره حليم في كبره ، فإن الصبي لا يوصف بالحلم ومن هنا انطوت البشارة على معان ثلاثة : أحدها أن الولد ذكر ، والثاني أنه يبلغ أوان الحلم ، والثالث أنه يكون حليماً ، وأيّ حلم أعظم من استمساكه حين عرض أبوه عليه الذبح فقال { ستجدني إن شاء الله من الصابرين } وفيه أن ولده قائم مقامه في الشرف والفضيلة فوصفه بالحلوم كما وصف به إبراهيم في قوله { إن إبراهيم لحليم أوّاه منيب } [ هود : 75 ] . وقيل : العليم إسحق لقوله

{ فأقبلت امرأته في صرة } [ الذاريات : 29 ] والحليم إسماعيل .

/خ83