أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ} (60)

شرح الكلمات :

{ هل جزاء الإِحسان إلا الإِحسان } : أي ما جزاء الإِحسان بالطاعة إِلا الإِحسان بالنعيم .

المعنى :

وقوله عظم فضله وجل عطاؤه وهو الرحمن { هل جزاء الإِحسان } أي في الإِيمان والطاعات من العبادات { إلا الإِحسان } إليه بمثل هذا النعيم العظيم الذي ذكر في هذه الآيات .

الهداية :

من الهداية :

- الإِشادة بالإِحسان وبيان جزائه والإِحسان هو إخلاص العبادة لله والإِتيان بها على الوجه الذي شرع أداؤها عليه ، مع الإِحسان إلى الخلق بكف الأذى عنهم وبذل الفضل لمن احتاجه منهم .

 
التسهيل لعلوم التنزيل، لابن جزي - ابن جزي [إخفاء]  
{هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ} (60)

{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } المعنى : أن جزاء من أحسن بطاعة الله أن يحسن الله إليه بالجنة ، ويحتمل أن يكون الإحسان هنا هو الذي سأل عنه جبريل رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال له : " أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ، وذلك هو مقام المراقبة والمشاهدة فجعل جزاء ذلك الإحسان بهاتين الجنتين ويقوي هذا أنه جعل هاتين الجنتين الموصوفتين هنا لأهل المقام العلي ، وجعل جنتين دونها لمن كان دون ذلك ، فالجنتان المذكورتان أولا للسابقين ، والجنتان المذكورتان ثانيا بعد ذلك لأصحاب اليمين حسبما ورد في الواقعة ، وانظر كيف جعل أوصاف هاتين الجنتين ، أعلى من أوصاف الجنتين اللتين بعدهما فقال هنا : { عينان تجريان } وقال في الآخرتين .

{ عينان نضاختان } ، والجري أشد من النضخ وقال هنالك .

{ من كل فاكهة زوجان } ، وقال هنا { فاكهة ونخل ورمان } ، وكذلك صفة الحور هنا أبلغ من صفتها هنالك وكذلك صفة البسط ويفسر ذلك قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : " جنتان من ذهب آنيتهما وكل ما فيهما وجنتان من فضة آنيتهما وكل ما فيهما " .