وقوله سبحانه : { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } : آيةُ وَعْدٍ وبَسْطٍ لنفوسِ جميعِ المؤمنين ؛ لأَنَّها عامَّةٌ ؛ قال ابن المُنْكَدِرِ ، وابن زيد ، وجماعةٍ من أهْلِ العلم : هي لِلْبَرِّ والفاجر ، والمعنى : أَنَّ جزاءَ مَنْ أحْسَنَ بالطاعةِ أَنْ يُحْسَنَ إليه بالتنْعِيمِ ، وحكى النَّقَّاشُ أَنَّ النبيَّ صلى الله عليه وسلم فَسَّرَ هذه الآية : " هَلْ جَزَاءُ التَّوْحِيدِ إلاَّ الجَنَّةُ " .
( ت ) : ولو صَحَّ هذا الحديثُ ، لوجَبَ الوقوفُ عنده ، ولكنَّ الشأن في صِحَّتِهِ ، قال الفخر : قوله تعالى : { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } فيه وجوهٌ كثيرةٌ ، حتى قيل : إنَّ في القرآن ثلاثَ آيات ، في كل واحدة منها مائةُ قَوْلٍ ، إحداها : قوله تعالى : { فاذكروني أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] وثانيتُهَا : { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } [ الإسراء : 8 ] وثالثتها : { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } ولنذكر الأشهر منها والأقرب :
أحدها : هل جزاء التوحيدِ إلاَّ الجنةُ ، أي : هل جزاءُ مَنْ قال : لا إله إلا اللَّه إلاَّ دخولُ الجَنَّةِ .
ثانيها : هل جزاءُ الإحسان في الدنيا إلاَّ الإحسانُ في الآخرة .
ثالثها : هل جزاء مَنْ أحسنَ إليكم بالنعم في الدنيا إلاَّ أَنْ تَحْسِنُوا له العبادَةَ والتقوى .
وأمَّا الأقرب فهو التعميم ، أي : لأنَّ لفظ الآية عامٌّ ، انتهى .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.