{ هل جزاء الإحسان إلا الإحسان ؟ } هل ترد في الكلام على أربعة أوجه تكون بمعنى قد كقوله : { هل أتى على الإنسان حين من الدهر } ؟ وبمعنى الاستفهام كقوله : { فهل وجدتم ما وعد ربكم حقا } ؟ وبمعنى الأمر كقوله : { فهل أنتم منتهون } ؟ وبمعنى الجحد كقوله : { فهل على الرسل إلا البلاغ } ؛ وكما في هذه الآية ، والجملة مقررة لمضمون ما قبلها ، والمعنى ما جزاء من أحسن العمل في الدنيا إلا الإحسان إليه في الآخرة ، كذا قال ابن زيد وغيره ، وقال الصادق : هل جزاء من أحسنت إليه في الأزل إلا حفظ الإحسان عليه في الأبد ، قال الرازي : في هذه الآية وجوه كثيرة ، حتى قيل إن في القرآن ثلاث آيات في كل واحدة منها مائة قول ، إحداها قوله تعالى فاذكروني أذكركم ، وثانيها وإن عدتم عدنا ، وثالثها هل جزاء الإحسان إلا الإحسان .
قال محمد بن الحنفية هي للبر والفاجر ، البر في الآخرة ، والفاجر في الدنيا .
" عن ابن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في الآية : ما جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة " أخرجه ابن أبي حاتم وابن مردويه والبيهقي وضعفه وأخرج البغوي في تفسيره وغيره في غيره عن أنس مرفوعا مثله ، وعن جابر مرفوعا في الآية قال : هل جزاء من أنعمنا عليه بالإسلام ، إلا أن أدخله الجنة وأخرج ابن النجار عن علي مرفوعا مثل حديث ابن عمر .
وقال ابن عباس : هل جزاء من قال لا إله إلا الله في الدنيا إلا الجنة في الآخرة " وعنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أنزل الله على هذه الآية في سورة الرحمن للكافر والمسلم ، { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } أخرجه ابن عدي وأبو الشيخ وابن مردويه والديلمي والبيهقي ، وأخرجه ابن مردويه موقوفا على ابن عباس ، وقال إبراهيم الخواص في الآية : هل جزاء الإسلام إلا دار الإسلام ؟ وفي الآية إشارة إلى رفع التكليف في الآخرة لأن الله وعد المؤمن بالإحسان وهو الجنة ، فلو بقي التكليف في الآخرة وتركه العبد لاستحق العقاب على ترك العمل ، والعقاب ترك الإحسان إليه ، فلا تكليف .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.