قوله تعالى : { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } .
قرأ ابن أبي{[54585]} إسحاق : «إلا الحسان » أي : الحور الحسان .
قال القرطبي{[54586]} : هَلْ في الكلام على أربعة أوجه : تكون بمعنى «قد » ، كقوله تعالى : { هَلْ أتى عَلَى الإنسان } [ الإنسان : 1 ] ، { وَهَلْ أَتَاكَ } [ طه : 9 ] ، وبمعنى الاستفهام كقوله : { فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً } [ الأعراف : 44 ] .
وبمعنى الأمر كقوله تعالى : { فَهَلْ أَنتُم مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 91 ] .
وبمعنى «ما » في الجَحْد كقوله تعالى : { فَهَلْ عَلَى الرسل إِلاَّ البلاغ المبين } [ النحل : 35 ] ، و{ هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } .
قال ابن الخطيب{[54587]} : في هذه الآية وجوهٌ كثيرة حتى قيل : إنَّ في القرآن ثلاث آيات في كل واحدة منها مائة قول :
أحدها : قوله تعالى : { فاذكرونيا أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] .
ثانيها : { وَإِنْ عُدتُّمْ عُدْنَا } [ الإسراء : 8 ] .
ثالثها : { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } والمشهور منها أقوال :
أحدها : قال عكرمة : أي : هل جزاء من قال : لا إله إلاَّ الله ، وعمل بما جاء به محمد صلى الله عليه وسلم إلا الجنة{[54588]} .
وقيل : هل جزاء من أحسن في الدنيا إلا أن يحسن إليه في الآخرة . قاله ابن زيد .
«وروى أنس - رضي الله عنه - أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ { هَلْ جَزَاءُ الإحسان إِلاَّ الإحسان } ثم قال : هل تدرون ماذا قال ربكم ؟ قال : هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلا الجنة » .
وروى ابن عباس أن النبي صلى الله عليه وسلم قرأ هذه الآية ، فقال : «يقول الله تعالى : هل جزاء من أنعمت عليه بمعرفتي وتوحيدي إلاّ أنْ أُسكنه جنَّتي وحظيرة قدسي برحمتي »{[54589]} .
وقال الصادق : هل جزاء من أحسنت إليه في الأزل إلا حفظ الإحسان إليه في الأبد .
قال ابن الخطيب : والأقرب أنه عام ، فجزاء كل من أحسن إلى غيره أن يحسن هو أيضاً{[54590]} .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.