فتح القدير الجامع بين فني الرواية والدراية من علم التفسير للشوكاني - الشوكاني  
{هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ} (60)

{ هَلْ جَزَاء الإحسان إِلاَّ الإحسان } هذه الجملة مقرّرة لمضمون ما قبلها ، والمعنى : ما جزاء من أحسن العمل في الدنيا إلاّ الإحسان إليه في الآخرة ، كذا قال ابن زيد وغيره . قال عكرمة : هل جزاء من قال : لا إله إلاّ الله ، إلاّ الجنة ؟ وقال الصادق : هل جزاء من أحسنت إليه في الأزل إلاّ حفظ الإحسان عليه في الأبد ؟ قال الرازي : في هذه الآية وجوه كثيرة حتى قيل : إن في القرآن ثلاث آيات في كل واحدة منها مائة قول : إحداها قوله تعالى : { فاذكروني أَذْكُرْكُمْ } [ البقرة : 152 ] وثانيها : { وَإِنْ عُدتُمْ عُدْنَا } [ الإسراء : 8 ] وثالثها : { هَلْ جَزَاء الإحسان إِلاَّ الإحسان } . قال محمد بن الحنفية : هي للبرّ والفاجر : البرّ في الآخرة ، والفاجر في الدنيا .

/خ78