الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي - الثعلبي  
{هَلۡ جَزَآءُ ٱلۡإِحۡسَٰنِ إِلَّا ٱلۡإِحۡسَٰنُ} (60)

{ هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } ، ( هل ) في كلام العرب على أربعة أوجه :

الأول : بمعنى ( قد ) كقوله :

{ هَلْ أَتَى } [ الدهر : 1 ] و

{ هَلْ أَتَاكَ } [ الغاشية : 1 ] .

والثاني : بمعنى الاستفهام ، كقوله سبحانه :

{ فَهَلْ وَجَدتُّم مَّا وَعَدَ رَبُّكُمْ حَقّاً } [ الأعراف : 44 ] .

والثالث : بمعنى الأمر ، كقوله سبحانه :

{ فَهَلْ أَنْتُمْ مُّنتَهُونَ } [ المائدة : 91 ] .

والرابع : بمعنى ( ما ) الجحد ، كقوله سبحانه :

{ فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلاَّ الْبَلاغُ الْمُبِينُ } [ النحل : 35 ] ، و { هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } .

أخبرني ابن فنجويه قال : حدّثنا ابن شيبة وابن حمدان والفضل بن الفضل والحسن بن علي ابن الفضل قالوا : حدّثنا إسحاق بن إبراهيم بن بهرام قال : حدّثنا الحجاج بن يوسف المكتب قال : حدّثنا بشر بن الحسين عن الزبير بن عدي عن أنس بن مالك قال : قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم { هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } قال : " هل تدرون ما قال ربكم عزّوجل ؟ " قالوا : الله ورسوله أعلم . قال : " هل جزاء من أنعمت عليه بالتوحيد إلاّ الجنّة " .

وحدّثنا أبو العباس بن سهل بن محمد بن سعيد المروزي لفظاً بها قال : حدّثنا جدي أبو الحسن محمد بن محمود بن عبيد اللّه ، قال : أخبرنا عبد اللّه بن محمود ، قال : حدّثنا محّمد بن مبشر ، قال : حدثنا إسحاق بن زياد الأبلي قال : حدّثنا بشر بن عبد اللّه الدارمي ، عن بشر بن عبادة عن جعفر بن برقان ، عن ميمون بن مهران قال : سمعت ابن عمر وابن عباس يقولان : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم " { هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } يقول الله سبحانه : هل جزاء من أنعمت عليه بمعرفتي وتوحيدي إلاّ أن أُسكنه جنّتي وحظيرة قدسي برحمتي " .

وأخبرني الحسين قال : حدّثنا أبي قال : حدّثنا عبدالملك بن محمد بن عدي قال : حدّثنا صالح بن شعيب الخواص ببيت المقدس قال : حدّثنا عبيدة بن بكار قال : حدّثنا محمد بن جابر اليمامي عن ابن المكندر { هَلْ جَزَآءُ الإِحْسَانِ إِلاَّ الإِحْسَانُ } قال : هل جزاء من أنعمت عليه بالاسلام إلاّ الجنّة ، وقال ابن عباس : هل جزاء من عمل في الدنيا حسناً ، وقال : لا إله إلاّ الله ، إلاّ الجنّة في الآخرة ، هل جزاء الذين أطاعوني في الدنيا إلاّ الكرامة في الآخرة ، وقال الصادق : " هل جزاء من أحسنت إليه في الأزل إلاّ حفظ الإحسان عليه إلى الأبد " ، وقال محمد ابن الحنفية والحسن : هي مسجلة للبر والفاجر [ للفاجر ] في دنياه وللبرّ في آخرته .

{ فَبِأَيِّ آلاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ }