الآيتان 60 و61 وقوله تعالى : { هل جزاء الإحسان إلا الإحسان } [ { فبأي آلاء ربكما تكذبان } ]{[20374]} قيل : { هل جزاء الإحسان } في الدنيا { إلا الإحسان } لهم في الآخرة ، أي هل جزاء الفعل{[20375]} الحسن في الدنيا إلا العطاء{[20376]} الحسن في الآخرة هو الجنة .
ولكن غيره كأنه أقرب ، أي : هل جزاء إحسان الله تعالى بما أنعم عليهم في الدنيا إلا الإحسان له بالشكر والقبول ؟ أي [ إتيان الفعل ]{[20377]} الحسن ، أي هو الشكر له وحسن القبول ، لأنه ليس يستوجب أحد قبل الله تعالى بإحسانه في الدنيا جزاء في الآخرة إنما الجزاء لهم بحق الفضل والإنعام لا بحق استحقاق .
ويحتمل أن يكون قوله تعالى : { هل جزاء الإحسان } في الدنيا { إلا الإحسان } لهم{[20378]} في الآخرة ، والله اعلم .
واستدل أبو يوسف ومحمد ، رحمهما الله تعالى ، بهذه الآية على أن للجن ثوابا كما للإنس ؛ فإنه جرى الخطاب من أول السورة إلى آخرها للجن والإنس [ كقوله تعالى ]{[20379]} : للجن { يا معشر الجن والإنس } [ الآية : 33 ] . وقوله تعالى : { لم يطمثهن إنس قبلهم ولا جان } [ الآية : 56 ] . فعلى ذلك يشتركون في الوعد والوعيد .
لكن أبو حنيفة ، رحمه الله تعالى ، يقول : لا ثواب للجن في ذلك من نحو الفواكه والسفن الجواري . فعلى ذلك ما ذكر من الثواب لهم يجوز الثواب [ وليس للجن حور ]{[20380]} العين ، والله أعلم ، وقد ذكرناه في غير موضع .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.