أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

شرح الكلمات :

{ فليعبدوا } : أي إن لم يعبدوا الله لسائر نعمه فليعبدوه لتحبيب هاتين الرحلتين إليهم .

{ ربّ هذا البيت } : أي مالك البيت الحرام ، وربّ كل شيء .

المعنى :

وعليه { فليعبدوا ربّ هذا البيت الذي أطعمهم من جوع } بما هيأ لهم من أسباب { وآمنهم من خوف } كذلك ، ولم يعدلون عن عبادته إلى عبادة الأصنام والأوثان ، فالله أحق أن يعبدوه ؛ إذ هو الذي أطعمهم من جوع ، وآمنهم من خوف .

الهداية :

- وجوب عبادة الله تعالى ، وترك عبادة من سواه .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{فَلۡيَعۡبُدُواْ رَبَّ هَٰذَا ٱلۡبَيۡتِ} (3)

قوله تعالى : { فليعبدوا رب هذا البيت }

أمرهم الله تعالى بعبادته وتوحيده ، لأجل إيلافهم رحلتين . ودخلت الفاء لأجل ما في الكلام من معنى الشرط ؛ لأن المعنى : إما لا فليعبدوه لإيلافهم ، على معنى أن نعم الله تعالى عليهم لا تحصى ، فإن لم يعبدوه لسائر نعمه ، فليعبدوه لشأن هذه الواحدة ، التي هي نعمة ظاهرة . والبيت : الكعبة . وفي تعريف نفسه لهم بأنه رب هذا البيت وجهان : أحدهما لأنه كانت لهم أوثان فيميز نفسه عنها . الثاني : لأنهم بالبيت شرفوا على سائر العرب ، فذكر لهم ذلك ، تذكيرا لنعمته . وقيل : { فليعبدوا رب هذا البيت } أي ليألفوا عبادة رب الكعبة ، كما كانوا يألفون الرحلتين . قال عكرمة : كانت قريش قد ألفوا رحلة إلى بصرى ورحلة إلى اليمن ، فقيل لهم :{ فليعبدا رب هذا البيت } أي يقيموا بمكة . رحلة الشتاء{[16459]} ، إلى اليمن ، والصيف : إلى الشام .


[16459]:يريد: يقيموا بمكة: ويتركوا الرحلة . ... الخ.