أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري [إخفاء]  
{مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ} (69)

شرح الكلمات :

{ بالملأ الأعلى } : أي بالملائكة عندما شوورُوا في خلق آدم .

وأنه ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون عندما قال الله للملائكة { إني خالق بشراً من طين } وقال { أني جاعل في الأرض خليفة }

فقال الملائكة { أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء } كيف عرفت أنا هذا وحدثت به لو لم يكن وحياً من الله أوحاه إليَّ .

 
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ} (69)

فإن شككتم في قولي ، وامتريتم في خبري ، فإني أخبركم بأخبار لا علم لي بها ولا درستها في كتاب ، فإخباري بها على وجهها ، من غير زيادة ولا نقص ، أكبر شاهد لصدقي ، وأدل دليل على حق ما جئتكم به ، ولهذا قال : { مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى } أي : الملائكة { إِذْ يَخْتَصِمُونَ } لولا تعليم اللّه إياي ، وإيحاؤه إلي .

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{مَا كَانَ لِيَ مِنۡ عِلۡمِۭ بِٱلۡمَلَإِ ٱلۡأَعۡلَىٰٓ إِذۡ يَخۡتَصِمُونَ} (69)

قوله تعالى : ( ما كان لي من علم بالملأ الأعلى إذ يختصمون ) : الملأ الأعلى هم الملائكة في قول ابن عباس والسدي اختصموا في أمر آدم حين خلق ف " قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها " [ البقرة : 30 ] وقال إبليس : " أنا خير منه " [ الأعراف :12 ] وفي هذا بيان أن محمدا صلى الله عله وسلم أخبر عن قصة آدم وغيره ، وذلك لا يتصور إلا بتأييد إلهي ، فقد قامت المعجزة على صدقه ، فما بالهم أعرضوا عن تدبر القرآن ليعرفوا صدقه ؛ ولهذا وصل قوله بقوله : " قل هو نبأ عظيم أنتم عنه معرضون " . وقول ثان رواه أبو الأشهب عن الحسن قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( سألني ربي فقال : يا محمد فيم اختصم الملأ الأعلى ؟ قلت : في الكفارات والدرجات قال : وما الكفارات ؟ قلت : المشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في السَّبَرَات والتعقيب في المساجد بانتظار الصلاة بعد الصلاة قال : وما الدرجات ؟ قلت إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام ) خرجه الترمذي بمعناه عن ابن عباس ، وقال فيه حديث غريب . وعن معاذ بن جبل أيضا وقال حديث حسن صحيح . وقد كتبناه بكماله في كتاب : الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ، وأوضحنا إشكاله والحمد لله . وقد مضى في " يس " القول في المشي إلى المساجد ، وأن الخطا تكفر السيئات ، وترفع الدرجات . وقيل : الملأ الأعلى الملائكة والضمير في " يختصمون " لفرقتين . يعني قول من قال منهم الملائكة بنات الله ، ومن قال آلهة تعبد . وقيل : الملأ الأعلى ها هنا قريش ، يعني اختصامهم فيما بينهم سرا ، فأطلع الله نبيه على ذلك .