أيسر التفاسير لكلام العلي الكبير للجزائري - أبوبكر الجزائري  
{هُوَ ٱلَّذِي جَعَلَكُمۡ خَلَـٰٓئِفَ فِي ٱلۡأَرۡضِۚ فَمَن كَفَرَ فَعَلَيۡهِ كُفۡرُهُۥۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ عِندَ رَبِّهِمۡ إِلَّا مَقۡتٗاۖ وَلَا يَزِيدُ ٱلۡكَٰفِرِينَ كُفۡرُهُمۡ إِلَّا خَسَارٗا} (39)

شرح الكلمات :

{ خلائف في الأرض } : يخلف بعضكم بعضاً . والخلائف جمع خليفة وهو من يخلف غيره .

{ فعليه كفره } : أي وبال كفره .

{ إلا مقتاً } : أي إلا غضباً شديداً عليه من الله عز وجل .

{ إلا خساراً } : أي في الآخرة إذ يخسرون أنفسهم وأهليهم يوم القيامة .

المعنى :

وقوله تعالى : { هو الذي جعلكم خلائف الأرض } أي يخلف بعضكم بعضاً وفي ذلك ما يمكّن من العظة والاعتبار إذ العاقل من اعتبر بغيره فقد هلكت قبلكم أمم بذنوبهم فلم لا تتعظون بهم وقد خلفتموهم وجئتم بعدهم إذاً فلا عذر لكم أبدا .

وبعد هذا البيان فمن كفر فعليه كفره هو الذي يتحمل جزاءه ، ولا يزيد الكافرين كفرهم عند ربهم { إلا مقتاً } أي بعداً عن الرحمة وبغضاً شديداً ، { ولا يزيد الكافرين } أي المصرين على الكفر كفرهم { إلا خساراً } أي هلاكاً في الآخرة .

الهداية

من الهداية :

- في كون البشرية أجيالاً يذهب وآخر يأتي مجال للعظة والعبرة والعاقل من اعتبر بغيره .

- الاستمرار على الكفر لا يزيد صاحبه إلا بعداً عن الرحمة ومقتاً عند الله تعالى والمقت اشد الغضب .